الأحكام الشرعية لطهارة فضلات الدجاج

يتفق جمهور العلماء على أن فضلات الحيوانات المأكولة اللحم تعتبر طاهرة ما لم تتغذَّ على مواد نجسة، ولكن هناك اختلافات تفصيلية في هذه المسألة بناءً على المذاهب الفقهية المختلفة.

رأي المالكية:
يرى المالكية أن فضلات الحيوانات المأكولة اللحم طاهرة ما لم تستعمل النجاسة في غذائها. فإذا كان الحيوان يتغذى على النجاسات بشكل أساسي، فإن فضلاته تعتبر نجسة. جاء في "حاشية الصاوي" أن زبل الدجاج طاهر ما لم يأكل النجاسات.

رأي الحنابلة:
الحنابلة يفرقون بين ما إذا كان أغلب غذاء الحيوان نجسًا أو طاهرًا. فإن كان أكثر طعامه نجسًا، فإن بوله وروثه نجسان. أما إذا كان غالب غذائه طاهرًا، فتكون فضلاته طاهرة.

رأي الشافعية:
يرى الشافعية أن جميع فضلات الحيوانات، سواء المأكولة أو غير المأكولة، نجسة مطلقًا. واستدلوا على ذلك بأن الروث يعتبر مستقذرًا ومشابهًا للعذرة في النجاسة.

رأي الحنفية:
الحنفية يرون أن فضلات الدجاج نجسة لأنها ذات رائحة نتنة وتُعد مستقبَحة.

حكم تغذية الدجاج على مواد نجسة
إذا كان الدجاج يُطعم بقايا اللحوم أو أعلاف تحتوي على مكونات نجسة، فينبغي النظر في نسبتها وتأثيرها على الفضلات.

في حال استحالة النجاسة:
إذا كانت المكونات النجسة قد استُهلكت أثناء التصنيع أو تحولت إلى مواد أخرى مختلفة تمامًا عن أصلها (استحالة)، فإنها تصبح طاهرة، ولا تؤثر على طهارة فضلات الدجاج.

في حال بقاء النجاسة:
أما إذا كانت النجاسة واضحة وظاهرة في غذاء الدجاج، فإن فضلاته تعتبر نجسة وفقًا للعديد من العلماء.

تفصيل القول في المسألة
إذا كان غذاء الدجاج طاهرًا بشكل كامل:
في هذه الحالة، يعتبر بول وروث الدجاج طاهرًا بالإجماع، ويمكن استخدامه كسماد طبيعي دون قلق.

إذا كان غذاء الدجاج يحتوي على نسبة من النجاسة:

إذا كانت نسبة النجاسة ضئيلة جدًا وتستهلك ضمن بقية المكونات، فإن الحكم يميل إلى الطهارة.
أما إذا كانت النجاسة هي الغالبة في غذاء الدجاج، فإن فضلاته تكون نجسة.
معالجة الأعلاف النجسة:
في حال تمت معالجة الأعلاف التي تحتوي على نجاسات بطريقة تزيل خصائص النجاسة (كالطعم والرائحة)، فإنها تصبح طاهرة وفقًا للعديد من الفقهاء.
خلاصة الحكم الشرعي
طهارة أو نجاسة بول وروث الدجاج تعتمد على نوعية الطعام الذي يتغذى عليه. إذا كان أغلب غذاء الدجاج طاهرًا، فإن فضلاته طاهرة. أما إذا كان يتغذى على النجاسات بشكل رئيسي، فإن الفضلات تصبح نجسة.

لذا، يُنصح المزارعون وأصحاب مزارع الدواجن باختيار أعلاف طاهرة لتجنب الوقوع في الشبهات الشرعية، مع التحقق من مكونات الأعلاف قبل استخدامها.








تعليقات الزوار إن التعليقات الواردة لا تعبر بالضرورة عن رأي وفكر إدارة الموقع، بل يتحمل كاتب التعليق مسؤوليتها كاملاً
أضف تعليقك
الاسم  *
البريد الالكتروني
حقل البريد الالكتروني اختياري، وسيتم عرضه تحت التعليق إذا أضفته
عنوان التعليق  *
نص التعليق  *
يرجى كتابة النص الموجود في الصورة، مع مراعاة الأحرف الكبيرة والصغيرة رموز التحقق
رد على تعليق
الاسم  *
البريد الالكتروني
حقل البريد الالكتروني اختياري، وسيتم عرضه تحت التعليق إذا أضفته
نص الرد  *
يرجى كتابة النص الموجود في الصورة، مع مراعاة الأحرف الكبيرة والصغيرة رموز التحقق
 
اسـتفتــاء الأرشيف

برأيك .. هل تعود الأمور لنصابها بين ترامب وزيلينسكي ؟